دراسة مقارنة بين عقيدة الوهابية وعقيدة اليهود 7
في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونَهُ سفرَ أيوب الإصحاح "37" الرقم "2-6" يقولُ اليهودُ لعنهم الله تعالى: "اسمعوا سماعًا رعد صوتِهِ والرمذمةَ الخارجةَ من فيهِ تحت كلِ السمواتِ"، وقولهم: "من فيه" أي فمه -على زعمهم. وعلى هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية وأسلافِهم المشبهةِ إلى المعاصرينَ لنا في هذه الأيامِ.
ـ ففي كتاب "الأسماء والصفات" لابن تيمية الجزء الأول ص/73 يقولُ ابنُ تيميةَ في معرضِ ردِهِ على الجهميةِ: "وحديثُ الزهريُّ قال: لما سمعَ موسى كلامَ ربهِ قال: يا ربِ هذا الذي سمعتُه هو كلامُكَ؟ قالَ: نعم يا موسى هو كلامي وإنما كلمتُك بقوة عشرةِ ءالافِ لسانٍ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارمي على بشرٍ المريسي السابق ذكرُه وهو مَخبأةٌ لكفرِهِم يقولُ الدارميُّ ص/112 عنِ اللهِ تعالى: "إن الكلامَ لا يقومُ بنفسِهِ شيئًا يُرى ويُحسُّ إلا بلسانٍ متكلمٍ به".
ـ وفي كتابِ "الردِ على الجهميةِ" لأبي سعيدٍ الدارمي السابق ذكرُهُ ص/81 من مطبوعةِ السويدِ سنة 1960 يقولُ الدارميُ: "قالَ كعبٌ الأخبارِ: لما كلمَ اللهُ موسى بالألسنةِ كلِها قبلَ لسانِهِ طَفِقَ موسى يقول: أي ربِّ ما أفقهَ هذا حتى كلّمه ءاخرُ الألسنةِ بلسانِهِ بمثلِ صوتِهِ يعني بمثلِ لسانِ موسى وبمثلِ صوتِ موسى".
ثم يقولُ بعدَ هذا الكلامِ القبيحِ: "فهذهِ الأحاديثُ قد رُويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقةٌ لكتابِ اللهِ في الإيمانِ بكلامِ اللهِ". والعياذُ باللهِ من هذا الضلالِ المبينِ والكفرِ العظيمِ.
ـ وفي كتابِ طبقاتِ الحنابلةِ لأبي يعلى المجسّم الجزء الأول طبعةِ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/32-33 يقولُ: "وكلَّم اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ ـ يعني فمه ـ وناولَهُ التوراةَ من يدِهِ إلى يدِهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "السنة" المنسوب للإمام أحمد الذي طبعَهُ الوهابية ص/77 يقولُ المؤلفُ: "وكلمَ اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارمي على المريسي ص/123 يقولُ المؤلف: "وهو يعلمُ الألسنةَ كلها ويتكلمُ بما شاءَ منها، إن شاءَ تكلمَ بالعربيةِ وإن شاءَ بالعبريةِ وإن شاءَ بالسُريانية".
ومما يدلُ على فسادِ معتقدِ الوهابيةِ كلامُ أحدِ زعمائهم البارزينَ عندهم وهو العثيمين، فقد قالَ ما نصه: "المتكلم باللغةِ يتكلمُ بلسانٍ أما الربُ عز وجلَّ فلا يجوزُ أن نثبتَ له اللسانَ ولا أن ننفيهِ عنهُ لأنه لا علم لنا بذلكَ" انتهى بحروفه ( اللقاء الشهري، رقم3، ص/47 طبع دارِ الوطنِ ـ الرياضِ). وهذا دليلٌ على تخبُطِهِم في أمورِ العقيدةِ وكأنهم لم يفهموا قولَه تعالى:{ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11].
واعلم أن نسبةَ الفمِ واللسانِ واللغةِ والحرفِ إلى اللهِ تعالى هي كفرٌ من بدعِ المجسمةِ والوهابيةِ المشبهةِ