دراسة مقارنة بين عقيدة الوهابية وعقيدة اليهود 5
ومن أبشعِ مشابهةِ الوهابيةِ لليهودِ قولُهم بالوجهِ الجارحةِ في حقِهِ تعالى ولا عجبَ فهُم مولعونَ بالتشبُّهِ بهم حتى في المعتقدِ، وإليكَ بيانُ ذلكَ:
ـ ففي نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونه سفر مزاميرِ الإصحاحِ "31" الرقم"16" يقولُ اليهود عن اللهِ: "أضىء بوجهكَ على عبدِك".
ـ وفيما يسمونَهُ سفرَ مزامير الإصحاحِ "44" الرقم "3" يقولُ اليهودُ: "لكن يمينك وذراعك ونور وجهك".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "33" الرقم "10" يقولُ اليهودُ: "لأني رأيتُ وجهكَ كما يُرى وجهُ الله".
ـ وفيما يسمونَه سفر التكوين الإصحاح "32" الرقم "30" يقولُ اليهودُ: "فدعا يعقوبُ اسمَ المكانِ فنيئيل قائلاً لأني نظرتُ الله وجهًا لوجه".
ـ وفيما يسمونه سفر تثنيةِ الإصحاحِ "5" الرقم "4" يقولُ اليهودُ: "وجهًا لوجهٍ تكلم الربُ معنا في الجبلِ من وسطِ النارِ".
وعلى هذا مشايخُ الوهابيةِ وأسلافهم المشبهة المجسمة كابنِ تيميةَ ومحمدِ بنِ عبدِ الوهابِ وابنِ بازٍ والعثيمين، وإليكَ نصُ عباراتِهم:
ففي كتابِ ردِّ الدارميِّ على بشرٍ المريسيِّ السابقِ ذكرُهُ ص/159 يقولُ المؤلفُ: "كلُ شىءٍ هالكٌ إلا وجه نفسِهِ الذي هو أحسن الوجوهِ وأجملُ الوجوهِ وأنورُ الوجوهِ وإن الوجهَ منهُ غيرُ اليدينِ، واليدينِ منهُ غيرُ الوجهِ".
ـ وفي ص/161 يقولُ:" فصعد (أي جبريل) بهنَّ (أي بكلماتِ الذّكر) حتى يُحَيَّ بهنَّ وجهَ الرحمنِ".
ـ وفي ص/167 يقولُ الدارمي: "نورُ السمواتِ والأرضِ من نورِ وجهِهِ".
ـ وفي ص/190 يقولُ الدارميُّ: "والنورُ لا يخلو من أن يكونَ له إضاءةٌ واستنارةٌ ومنظرٌ ورواءٌ، وإنه يُدركُ يومئذٍ بحاسةِ النظرِ إذا كُشِفَ عنهُ الحجابُ كما يدركُ الشمسُ والقمرُ في الدنيا".
ـ وفي الكتابِ المسمى "قرةُ عيونِ الموحدين" تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب تحقيقُ بشير محمد عيون ـ طبع مكتبة المؤيد الطائف ـ سنة 1990 ـ يقولُ المؤلفُ ص/187: "روى ابنُ جريرٍ عن وهبِ بنِ منبهٍ: فيأتونَ إلى الرحمنِ الرحيمِ فيُسفِرُ لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليهِ ثم يقولونَ فَأْذَنْ لنا بالسجودِ قُدامِكَ".
فإذا كانَ هذا كلامُ زعيمٍ من زعماءِ الوهابيةِ وحفيدِ من ينتسبونَ إليهِ ويسمونَهُ زورًا وبهتانًا مجدد القرنِ الثاني عشر! ويتنافسونَ في شرحِ كتبِهِ وطبعِها وتوزيعِها مجانًا لزيادةِ الضلالِ والإفسادِ في الأرضِ! فماذا نقولُ عن التائهينَ من الوهابيينَ من أهلِ هذا العصرِ وشُذاذِ هذا الزمانِ فما أبقوا في الكفرِ من بقيَّةٍ؟؟!