دراسة مقارنة بين عقيدة الوهابية وعقيدة اليهود 4
ليُعلم أن الوهابيةَ لم يُشابهوا اليهودَ فقط في نسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ وإنما شابَهوهم أيضًا في وصفِهِ زورًا وبُهتانًا بالجسمِ والصورةِ والشّكلِ وما يتبعُ ذلكَ، وهذا دِلالةٌ واضحةٌ على ما أسلفناهُ من أنهم طائفةٌ تُشابهُ معتقدها معتقدَ اليهودِ.
فإنك تجدُ في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونَهُ سِفرَ التكوين الإصحاح الأوّل الرقم"26-28" أن اليهودَ يقولونَ:" وقالَ اللهُ نعملُ الإنسانَ على صورتِنا على كشبهِنا ... فخلقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِهِ على صورةِ اللهِ خلقَهُ ذكرًا وأنثى خلقهم".
ـ وفيما يسمونَه سفرَ تثنيةِ الإصحاحِ "4" الرقم"15-16" يقولُ اليهودُ: "فإنكم إن لم تروا صورةَ ما في يومِ كلَّمكمُ الربُ في حُوريب من وسطِ النارِ لئلا تفسِدوا وتعملوا لأنفسِكم تمثالاً منحوتًا صورةً مثالُ ما شِبْهُ ذَكَرٍ أو أنثى".
وكما تجرأ اليهودُ على وصفِ اللهِ بالصورةِ والشكلِ فإن المرجعَ الأكبرَ للوهابيةِ ابنَ تيميةَ تجرأ أيضًا على هذهِ الكفريةِ.
ـ وفي الكتابِ المسمى كتابَ "التوحيد" لابنِ خزيمةَ طبعُ دارِ الدعوةِ السلفيةِ تعليقُ محمدُ خليل هراس ص/156 يقولُ: "ثم يتبدّى اللهُ لنا في صورةٍ غيرِ صورتِهِ التي رأيناهُ فيها أولَ مرةٍ، وقد عادَ لنا في صورتِهِ التي رأيناهُ فيها أولَ مرةٍ فيقولُ أنا ربُكُم".
ـ وفي ص/39 يقول محمد خليل هرَّاس المعلّقُ على الكتابِ المسمى "التوحيد" لابنِ خزيمةَ: "فالصورةُ لا تُضافُ إلى اللهِ كإضافة خَلقِهِ إليهِ لأنها وصفٌ قائمٌ به".
ـ وفي كتابِ" عقيدةِ أهلِ الإيمانِ في خلقِ ءادمَ على صورة الرحمنِ" تأليف حمود بن عبد الله التويجري، وفيه تقريظٌ كبيرٌ لابنِ باز، طبعُه دارِ اللواءِ الرياضِ ـ الطبعةُ الثانيةُ يقولُ المؤلفُ ص/16: "قالَ ابنُ قتيبةَ: قرأتُ في التوراةِ: إن اللهَ لما خلقَ السماءَ والأرضَ قالَ: نخلقُ بشرًا بصورتِنا".
ـ وفي ص/17 يقولُ: "وفي حديثِ ابنِ عباسٍ: إن موسى ضربَ الحجرَ لبني إسرائيلَ فتفجّّرَ وقالَ: اشربوا يا حمير فأوحى اللهُ إليهِ: عَمَدت إلى خلق من خلقي خلقتُهم على صورتي فشبهتَهم بالحمير، فما بَرَحَ حتى عُوتِبَ".
والعياذُ باللهِ من الكذبِ على اللهِ وعلى أنبيائِهِ.
ـ وفي ص/27: يقول المؤلف: "قالَ رسولُ اللهِ: فإن صورةَ وجهِ الإنسانِ على صورةِ وجهِ الرحمنِ".
ـ وفي ص/40 يقولُ المؤلفُ: "إن اللهَ خلقَ الإنسانَ على صورتِهِ الذي هو صفةٌ من صفاتِ ذاتِهِ".
ـ ومما يدلُ على أن الوهابيةَ يعتقدونَ هذا الكفرَ البشعَ وإن أخفوهُ عن كثيرٍ من العوامِ، ومنهم من خلعَ ثوبَ الحياءِ ورمى إزارَ الخجلِ عن نفسِهِ حتى بدت سوأتهُ وظهرَ عَوَرهُ وبانَ كفرُهُ واتضحَ شرهُ أنهم طبعوا كتابًا سموهُ: "للذي يسألُ أين الله" - طبعةُ دارِ البشائرِـ بيروتَ تحتَ عنوان: ما هو شكلُ اللهِ يقولونَ ص/100: "لا نعرفُ اللهَ شكلاً وهو أمرٌ خارجٌ عن نطاقِ البحثِ الفعليِّ".
فانظر أيها المُطالعُ الفطنُ إلى الوهابيةِ كيفَ أنهم لم يتورَّعوا عن أبشعِ الكفرياتِ وأعظمِ الفرياتِ، فماذا أبقوا بعد هذا التشبيهِ الصريحِ؟!!
ولنتابع ذكر مفاسدِ معتقدِهم وءارائهم لتعرفَ مدى بعدِهِم عن الحقِّ مع الفصلِ الثالثِ.