بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين, الذي تنزه عن الأشباه والنظائر وحارت دون إدراك جلاله الأحداق ودهشت في مجلى جماله النواظر
اللّهمّ صل وسلم وبارك وأنعم وتكرم على حبيبنا ونبينا وقدوتنا ووسيلتنا إلى ربنّا سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فهذا درس فقهي قصير لأحكام الوضوء على مذهب سيدنا الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي, أخذته من كتاب "مرشد الخلان للضروري من علوم الدين على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان"نشر على الشبكة العنكبوتية للشيخ محمّد بن محمود الشربيني جزاه الله خيرا, وقدم له الشيخ وهبي غاووجي الألباني –وهو أشهر من أن يعرّف- والشيخ أحمد الجمّال الحموي, وقد ذكر الشيخ الحموي في تقديمه أن المؤلف قد أتم تأليف الكتاب وهو في سجون اليهود في أرض فلسطين المحتلة.
أقسام الطهارة:
الطهارة قسمان:
أولا: الطهارة من النجاسة الحكمية: وتكون بالوضوء لرفع الحدث الأصغر, وبالغسل لرفع الحدث الأكبر,وبالتيمم عند فقد الماء أو العجز عن استعماله بديلا عنهما. وتسمى هذه النجاسة بالحكمية لأنها وصف شرعي يحل بالأعضاء, وتسمى الطهارة من الحدث.
ثانيا: الطهارة من النجاسة الحقيقية: وتكون بإزالة النجاسة من الثوب والمكان والبدن, وسميت هذه النجاسة بالحقيقية لأن لها جِرم -بالكسر- وحقيقة محسوسة استقذرها الشرع, كالبول والدم والخمر, وتسمى الطهارة من الخبث.
فرائض الوضوء:
1- غسل الوجه مرة واحدة, وحد الوجه طولا: من مبدأ سطح الجبهة إلى أسفل الذقن وعرضا: ما بين شحمتي الأذنين.
2- غسل اليدين من رؤوس الأصابع حتى المفرقين مرة "المرفقان يدخلان في فرض الغسل"
3- مسح ربع الرأس.
4- غسل الرجلين إلى الكعبين مرة "الكعبان يدخلان في فرض الغسل", وهما –أي الكعبين- العظمتان البارزتان من جانبي القدم.
سنن الوضوء:
1- النية
2- التسمية ابتداء.
3- غسل اليدين إلى الرسغين.
4- السواك.
5- المضمضة والاستنشاق.
6- تخليل اللحية الكثيفة والأصابع.
7- مسح الأذنين بالماء المتبقي على الأصابع بعد مسح الرأس.
8- الدلك.
9- الترتيب والموالاة.
10- التيامن –البدء بالأعضاء في الشق الأيمن من الجسم-.
11- مسح الرأس كاملا.
12- ويستحب مسح الرقبة.
ملاحظة:
- يلزم الوضوء لمن أراد الصلاة أو الطواف أو مس المصحف –أي أنه لايصح شيء من الثلاثة الماضية دون وضوء-.
- يجب الوضوء بالماء الطاهر المطهر فقط –إن شاء الله نبين أحكامه في موضوع آخر- ولا يصح بغيره من المياه أو المائعات.
- لا يصح وضوء الجنب ولا النفساء ولا الحائض حتى يتطهرون.
آداب الوضوء:
1- عدم الكلام بكلام الناس.
2- تحريك الخاتم الواسع –إن كان ضيقا وجب تحريكه-.
3- الوضوء قبل دخول الوقت –وهي من المسائل المشهورة التي تكون السنة فيه أفضل من الفرض-.
4- الاتيان بالشهادتين بعد الوضوء قائما مستقبلا القبلة, ويقول: "اللّهمّ اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"
مكروهات الوضوء:
1- الإسراف في استخدام الماء بأن يزيد على الثلاثة أو يستخدم أكثر من الحد المعتاد من الماء.
2- ضرب الوجه بالماء لمنافاته شرف الوجه.
3- الاستعانة بالغير –دون ضرورة- في غسل الأعضاء, ولا بأس بأن يستعين بغيره في إحضار الماء وصبه.
نواقض الوضوء:
1- كل ما يخرج من السبيلين.
2- القيء ملئ الفم –وحد ملئ الفم هو ما لا يقدر على إمساكه, وقيل ما لا يمكن الكلام به-.
3- كل نجاسة سائلة من البدن كالدم والقيح والصديد.
4- الدم الخارج من الفم إن غلب البصاق أو ساواه.
5- النوم على غير هيئة المتمكن في الجلسة –يعني أن يتربع ويمكن مقعدته من الأرض-.
6- الجنون والإغماء والسكر.
7- قهقهة المصلي البالغ في صلاة ذات ركوع وسجود –تبطل الصلاة والوضوء معا-.
ما لا ينقض الوضوء:
1- مس المرأة الأجنبية ولو بشهوة – مس المرأة الأجنبية غير الزوجة ومصافحتها لا يجوز إلا أنه لا ينقض الوضوء- خلافا لسيدنا الإمام الشافعي وهي من المسائل المشهورة عند العامة.
2- النوم جاسا بتمكن.
3- مس الفرج بغير حائل ولو بشهوة.
4- ظهور دم لم يسل من محله.
أرجو من الإخوة, من كان عنده فائدة طبية للوضوء أو فقهية أو قلبية من نفحات أهل الله ألا يبخل بها علينا.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا أن نتصف بصفات عباده الصالحين, وأن نتخلق بأخلاق سيد المرسلين سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم. آمين. والحمد لله ربّ العالمين, ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم, وصلى الله وسلم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.